عيد المظال اليهودي

 

عيد المظال اليهودي


العيد اليهودي هو يوم أو سلسلة من الأيام يحتفل بها اليهود كمناسبة دينية  أو دنيوية لحدث هام في التاريخ اليهودي. في العبرية يدعى العيد اليهودي يوم طوب (יום טוב; حرفيا «يوم طيب») اليوم الجيد أو الصالح، أو حاج (חג) المهرجان.

معظم الأعياد اليهودية هي ذات طابع ديني، لهذا نجد في اليهودية أعياد دينية مثل عيد الفصح وعيد الكفارة والتي تلزم التوقف فيها عن القيام بمختلف الأعمال وتتطلب أيضاً منهم الصيام. 

يبدأ هذا العيد في الخامس عشر من الشهر السابع تشرين، ويحتفل اليهود في هذه الأيام بعيد المظال أو العرائش (وبالعبرية : سوكوت סוכות)، وهو أحد أعياد اليهود،المذكورة في التوراة. وفيه يُقيم المحتفلون في عرائش، من الأخشاب وفروع الأشجار وسعف النخيل، ومزينة بأنواع متنوعة من وسائل الزينة، التي تضفي على المكان طابعا بهيجا.وتقام تلك العرائش في ساحات المنازل وفي أماكن الفضاء كالصحاري والشواطئ وما إلى ذلك.

والعلة في ذلك هي الاحتفال بذكرى إقامة بني إسرائيل في عرائش ، وهم في سيناء، خلال رحلة خروجهم من مصر بقيادة النبي موسى .

وكان هذا العيد في الأصل عيداً زراعياً للحصاد، ومدته سبعة أيام، وكان يحتفل فيه بتخزين المحاصيل الزراعية الغذائية للسنة كلها، ولذا فإنه يسمى بالعبرية «حج ها آسيف» أي «عيد الحصاد» وفي إسرائيل يُحتفل باليوم الأول من أيام عيد المظال على أنه يوم مقدس.

وقد أوصت التوراة بأنه يتعين على المحتفلين بالعيد أن يحملوا في أيديهم، أربعة أصناف نباتية وهي:

إتروجة (ثمرة تشبه الليمونة)، وغصن من شجرة الآس ، وغصن من شجرة الصفصاف

وسعف النخلة الأبيض .

ويقوم فقهاء اليهود بفحص هذه النباتات بعناية ، للتأكد من أنها تتصف بأوصاف شرعية محددة ومنها أن يتم قطع السعف من قلب النخلة بحرص شديد ،بحيث لا تُضار النخلة .

وقد مثل الفقهاء اليهود أفراد الشعب الإسرائيلي حسب أعماله ومدى اهتمامه بالتوراة ، وفقا لما يتميز به كل نوع من تلك الأنواع الأربعة ،وذلك على النحو التالي:

اليهودي الذي يقرأ التوراة ، وأعماله حسنة ،هو مثل الإتروجة، طيبة الطعم والرائحة.

واليهودي الذي يقرأ التوراة ، ولا يعمل أعمالاً حسنة،هو مثل التمرة ، طيبة الطعم ، عديمة الرائحة.

واليهودي الذي لا يقرأ التوراة، وأعماله حسنة،هو مثل الآس ،طيب الرائحة، عديم الطعم

واليهودي الذي لا يقرأ التوراة ،وأعماله سيئة ،مثل الصفصاف، عديم الطعم والرائحة.

ومن منطلق أن الشيء بالشيء يُذكر؛وجب التذكير بالحديث النبوي الشريف القائل: ": (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ؛ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ, وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ؛ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ, وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ؛ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ, وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ.(

وفي هذا الصدد يزعم فقهاء اليهود بأن الإسلام ناقل عن اليهودية ومتأثر بها ،منكرين في الوقت ذاته أن الشرائع السماوية إنما هي من مشكاة واحدة !

وفي العصور الوسطى ، وما بعدها ،كان يهود البلاد الإسلامية يحتفلون بعيد المظال في عرائش يقيمونها في المعابد، منها عريشة لا تزال موجودة في معبد حنان( عيتس حاييم) بحي الظاهر بالقاهرة.

وهناك وثيقة من الجنيزا القاهرية تتحدث عن وقوع معركة وتضارب بالأيدي في معبد الشاميين بالفسطاط ، أثناء الاحتفال بعيد العرائش.

وقد كان سبب هذه المعركة احتجاج أحد المحتفلين على يهودي صعد إلى منصة المعبد؛ للقراءة في سفر التوراة، متهما إياه بالفسق والفجور وأنه لا يصح لشخص كهذا القراءة في سفر التوراة !


تعليقات